الجمعة، 4 أغسطس 2017

إتحاف القاصي والداني بدفع شبهات الملبّسين على كلام شيخنا محمد بن هادي المدخلي في المدعو عرفات المحمدي اليماني تليه نصيحة لابن درمان الزنتاني


[[ إتحاف القاصي والداني بدفع شبهات الملبّسين على كلام شيخنا محمد بن هادي المدخلي في المدعو عرفات المحمدي اليماني تليه نصيحة لابن درمان الزنتاني ]]

بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فقد انتشر قبل مدة ليست بالبعيدة كلام للشيخ الدكتور محمد هادي المدخلي - حفظه الله - في اليماني عرفات المحمدي - هداه الله - وصفه كما جاء في مانقل عنه بأنه « شر » وكرر ذلك وحذّر منه
وهذا التحذير بهذا اللفظ جرح مفسر واضح إلا عند أقوام التبس عليهم الأمر حتى أصبح «الشر» عندهم يحتاج إلى تفسير !!!
وكنت قد نشرت قبل مدة كلاما نقلت فيه ماتيسر حول هذا الجرح بهذا اللفظ ، ولابأس بإعادته هاهنا لتكتمل الفائدة :
( هل لفظة " شر " تعتبر جرحاً؟! )
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فإن المتتبع لهذه العبارة في الكتاب والسنة ، وما جاء عن أئمة السلف في مثل هذه العبارة يرى أنها جاءت في سياق الذم والطعن ، ولم تأت إلا في هذا السياق ، وبالتالي فهذه العبارة تعتبر جرحاً في من قِيلت فيه
وأضع بين يدي القارئ الكريم بعض الآيات والأحاديث النبوية وآثار السلف التي وردت فيها هذه العبارة مايوضح أنها جرح ، والعمل على هذا الجرح على قاعدة :
" الجرح المفسر مقدم على التعديل "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - :
" قال الزمخشري :
كل شر عند العرب غي ، وكل خير رشاد " .اهـ
أولا : ذكر ماجاء في كتاب الله :
١_وصف سبحانه أهل الكتاب والمشركين في كتابه بقوله :(خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ)
٢_ووصف عز وجل المعرضين عن دينه بأنهم شر الدواب : (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ)
٣_ووصف سبحانه وتعالى عبَدة الطاغوت بالشر : (أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ)
٤_والشر من أعمال السحرة لهذا أمرنا بالابتعاد عنهم قال تعالى :(وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِی الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ )
٥_وجعل الله الشر ابتلاء يُبتلى به العباد فقال : ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون )
٦_وقال عز شأنه في إخوة يوسف : (قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا )
ثانيا : ذكر ماجاء في السنة :
٧_جعل النبي صلى الله عليه وسلم من شر الناس من لايرجى خيره ولايؤمن شره فقال : ( خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره )
٨_وجعل صلى الله عليه وسلم في شرار الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره ، فقال : " إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه الناس - أو تركه الناس اتقاء فحشه "
قال المباركفوري كما في "تحفة الأحوذي":
" ( اتقاء فحشه ) وفي رواية اتقاء شره ، أي كي لا يؤذيهم بلسانه"
فائدة :
" قال المناوي : قال بعضهم أخذ من هذا الخبر وما قبله أن ملازمة الرجل الشر والفحش حتى يخشاه الناس اتقاء لشره من الكبائر "
٩_ووصف صلى الله عليه وسلم الأمور المحدثة في الدين بأنها شر : (فَإِنَّ شَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا)
١٠_ووصف النبي ﷺ الخوارج بأنهم :(شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ)
١١_ووصف الخوارج أيضا بقوله : (شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ).
١٢_ووصف خروج يأجوج ومأجوج بالشر : (وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ..)
١٣_والفتن شر وليست خيرا كما في حديث أنس بن مالك : أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثهم بِهَذَا. وَقَالَ : كُلُّ رَجُلٍ لَافًّا رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي. وَقَالَ : عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ. أَوْ قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ. وفي رواية : " أن أنسا حدثهم بهذا وقال عائذا بالله من شر الفتن "
١٤_ووصف من تقوم عليهم الساعة بأنهم شرار الخلق فَقَالَ : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ ؛ هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا يَدْعُونَ اللَّهَ بِشَيْءٍ إِلَّا رَدَّهُ عَلَيْهِمْ)
١٥_ووصف الزمان الذي يعقب الخير بالشر
فبوب البخاري باب "لَا يَأْتِي زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ"
وذكر فيه حديث أنس بن مالك :(فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّاالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
١٦_ووصف الطعام الذي هو حلال بالشر في أحد صوره فقال:( شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء.. )
١٧_ووصف أسوأ البقاع بالشر فقال : (أن شَرُّ البقاعِ الأسواقُ) من حديث ابن عمر.
١٨_ووصف ﷺ ذو الوجهين بشر الناس فقال : (مِنْ شَرِّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ)
ثالثا : ذكر ما جاء عن السلف :
١٩_وصف حذيفة بن اليمان الجاهلية بالشر : (إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ..)
٢٠_ووُصف الخلاف بالشر كما جاء عن ابن مسعود قوله : (الْخِلَافُ شَرٌّ).
٢١_ووصف الحسن البصري الهوى "بالشر" فقال - رحمه الله - : (شَرُّ دَاءٍ خَالَطَ قَلْبًا - يعني الأهواء - )
٢٢_واستعمل الإمام أحمد بن حنبل هذا اللفظ في الواقفة فقال -رحمه الله- : (هُمْ شَرٌّ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ)
٢٣__ووصف وكيع الجهمية بالشر فقال : (الجهمية شر من القدرية)
٢٤_ووصف أبو يعلى القاضي في مقدمة كتابه الاعتقاد (البدع والكذب بالشر)
فقال:(وجنبنا وإياك البدع والكذب، فإنهما شرّ ما احتقب، وأخبث ما اكتسب..)
انتهى .

وإعمال قاعدة الجرح
مقدم على التعديل واضحة هاهنا
وأما الذين يردّون هذا الجرح بما ينقلونه من تعديل عام فإننا نُحيلهم إلى كلمة الفصل من العلامة أحمد النجمي مفتي الجنوب السعودي - رحمه الله - في مسألة مشابهة لهذه وهذا نصها :
السائل : الشيخ أحمد
الشيخ : أيوا
السائل : ياشيخ عندي بعض الأسئلة
الشيخ : تفضل
السائل : يا شيخ وصل إلينا كلام
للشيخ_محمد_بن_هادي في الشيخ سلطان العيد وفي وهو قد جرّحه يا شيخ وأيضا وصل عندنا كلام للشيخ عبيد الجابري وهو يعدّله وهنا اختلف الثقات عندنا في التجريح والتعديل وهما الإثنان عالمان جليلان فما موقفنا نحن ياشيخ
الشيخ : أنتم اسكتوا حتى يتأكد الأمر أقول أنتم أسكتوا واجتنبوا هذا حتى يتأكد الأمر
السائل : هل نستمع إلى أشرطته ياشيخ ونقرأ رسائله
الشيخ : #والله_إذا_كان_محمد_بن_هادي_جرّحه_ما #أقول_لكم_ما_أستطيع_أقول_هذا ، لكن إنتظروا حتى تتصلوا بالشيخ محمد بن هادي
السائل : يعني أنتم ما اتصلتم بالشيخ محمد بن هادي ولا عندكم علم بهذا ياشيخ
الشيخ : ما عندنا علم مفصّل عندنا علم مجمل
السائل : طيب ياشيخ
الشيخ : خلص ما في غير هذا الكلام
[من_صوتية_مفرّغة_للشيخ_أحمد_النّجمي_رحمه_الله ]
فليس بعد هذا الكلام كلام ، ومابقي إلا التطبيق يا ذوي الأفهام
ومن العجب قول بعضهم عندما نصحناه وحذرناه من عرفات قال «اصبر ولاتستعجل وتريث و و !!!»
سبحان الله ، أيُصبر عن الشر حتى ينتشر ؟؟
قال الشيخ عبد الله الأحمد - وفقه الله - :
[ *الصبر إذا كان آخره شراً فلا يجوز* ]
قال علماء أئمة الدعوة - رحمهم الله - في رسالة للملك عبدالعزيز رحمه الله.
"ولاشك أن الصبر كله خير ،إذا كان وراءه مصلحة ، وأما إذا كان آخره شراً فلا يجوز "
الدرر السنية [٣٤٩/٩]
*وشيخنا الشيخ محمد بن هادي -حفظه الله - صبر حتى رأى انه لا يجوز الصبر*
.... *لأن وراءه شر* ...
انتهى
مع العلم أن الشيخ محمد هادي - حفظه الله - صبر كثيرا كما مرّ من كلام الشيخ عبدالله ، ومعلوم صبر الشيخ وتريثه كما نقل عنه - حفظه الله - أنه لايتكلم في الرجل حتى تجتمع عنده الأدلة إما بخطه أو بصوته ثم يستخير الله مرات ومرات ثم يتكلم فيه بعد ذلك
هذا وليعلم الجميع وليبلغ الشاهد الغائب أننا وإذ ننقل هذا ونبينه للناس فإننا ننقله نصحا وبيانا لا حقدا وتشفيا ، والأمر عندنا كما جاء في غارة الأشرطة للشيخ مقبل الوادعي رحمه الله قوله :
" فلا نتلذذ بالجرح ، ولا نستريح بالكلام في الناس ، إلا أنّه من باب النُّصـح" .
وأما نصيحتنا لطارق درمان :
أن يتق الله تعالى في نفسه ، فبالأمس كان يطالب من يقف مع بعض من تكلم فيهم العلماء ببيان موقفهم والتوبة إلى الله ، وقبلها طالب هو وغيره بإعمال قواعد الجرح في من تُكلّم فيه
واليوم نراه يُنكر ما كان يعرف ، ويتواصل بل يلتقي ويجلس مع الشر عرفات المجروح ، فأين قواعد الجرح والتعديل ؟
أين الجرح المفسر مقدم على التعديل؟
وأين من علم حجة على من لم يعلم ؟
وأين الجارج عنده زيادة علم ؟
خالف طارق درمان كل هذا الذي كان يدعوا غيره إليه وقد قال الله جل وعلا : { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }
وقد تعجبت لذلك جدا حتى وقفت على كلام للعلامة عبدالرحمن بن قاسم في الدرر السنية يقول فيه :
" وهكذا حال من يتكلم في أعراض المسلمين بلا علم، *وما فطن لنفسه أنه يحكم بالشيء على غيره ، ولا يحكم به على نفسه*
وغايته أنه أطلعنا على مقدار ما معه من العلم والمعرفة
والله المستعان على أهل الزمان "
انتهى
فالله المستعان

هاهو طارق اليوم بعد أن أطلعنا على مقدار ما عنده من معرفة قد صار أداةً للشر ، وقد ظهرت نتائج ذاك اللقاء وتلك المجالسة بما صدر من طارق - أصلحه الله - بعده من مقالات فيها من الرمي وحمل الكلام ما لايحتمل ضد إخوانه ما فيها
فتبين بذلك جليّا فراسة الشيخ محمد بن هادي عندما وصف عرفات بالشر وحذر منه ، ولا أظن الشر الصادر عن عرفات - بتحريك مُحرَّكِيه - سيقف هاهنا مع أننا نرجوا ذلك ، بل نقول :
هذا أنموذج وماهذه إلا بداية « وارتقبوا إني معكم رقيب »
ومع هذا كله أدعو الله جل وعلا أن يوفق المخطئ للتراجع وأن يسدد المصيب وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.

كتبه :
أبوأنس علي بن هادي .
الموضوع السابق
الموضوع التالى

كتب الموضوع بواسطة :

0 التعليقات :